الليلاء مشرف
عدد المساهمات : 89 تاريخ التسجيل : 19/01/2010 العمر : 34 الموقع : الدنيا
| موضوع: الشــــــــفاء الجســــــــدي و العــــــــــاطفــــــي ,,, الخميس فبراير 18, 2010 6:34 pm | |
| الحياة هي رحلة ,رحلة شفاء تصفو بها أرواحنا شيئا فشيئا لتحلق إلى سابع سماء .قد يكون بعضنا في هذه الرحلة متقدم على بعضنا الآخر فيقود الضائعين اللذين ضلوا الطريق وينبههم .ولكن في نهاية الأمر نحن نسلك الطريق نفسه.
الشفاء مختلف بشكل كبير عن العلاج.قد يتعافى الكثير من الناس من مشاكلهم الجسدية ولكن قد لا يشفون منها بشكل كامل.بينما قد يشفى بعضهم الآخر ولكن لا يتعافون منها أبدا.
في كل مرة تأتي بها إلى الأرض و تسكن روحك جسدا ما , تصل حاملا هدفك و ترى قدرك بوضوح,(الشكل رقم1-السهم رقم واحد),ولكن تضل طريقك وذلك بسبب التربية والتعليم والظروف التي تحيطك,(الشكل رقم 1-السهم رقم 2).
نتعلم و نلقن بأن"نحسن التصرف"و أن نقوم بالأشياء التي يتوقعنا الآخرين أن نقوم بها لكي نجعلهم سعداء و نلبي توقعاتهم.كم مرة سمعنا هذه الجملة"إذا أحسنت التصرف ,ستكونين بنتا جيدة "!!!
ينجح الأهل و المدرسون في جعلك تعيش الحياة التي يريدوك إن تعيشها و غالبا الأحيان تكون هذه الحياة هي التي أرادوا أن يعيشوها ولم يفعلوا.
فيتملكك الخوف و تشعر و كأنهم جردوك من طاقتك و حاولوا أن يتحكموا بجسدك .
و تعرف في أعماق قلبك بأنك لست راض عن الذي فعلته أو راض عن نفسك لأنك لست مع اتصال أو وصال مع صميمك ولا يستطيع نورك الداخلي أن يشع بكامله أو أن تتدفق الطاقة بحرية و عفوية من خلالك.
و حتى عندما تكون متواصلا مع نفسك و حدسك ,تهرب بعيدا إلى العمل أو تختبئ وراء الطعام و الخمرة.
إلى أن تأتي لحظة في حياتك فتهتز الأرض التي تمشي عليها مهددة بالاختفاء كليا : ممكن أن تصاب بمرض يهدد حياتك أوأن يهجرك حبيبك من أجل شخص آخر أو أن تفلس الشركة التي تعمل بها أو أن تتعرض لحادث سير شديد...
قد يحدث لك أي من هذه الأشياء في لحظة واحدة ,عندها لن تهتم أو تحاول إرضاء أي أحد لأنك ستحاول أن تشفي جروحك معيدا اتصالك مع جوهرك ... سامحا لنورك الداخلي بأن يشع من جديد.
يساهم نظام حياتنا الخامد في هذه العملية التي تجعلنا نشعر من جديد بوجود هذا الربان الداخلي في داخل كل واحد منا ليستلم دفة السفينة و يباشر رحلة العودة.الشكل رقم1(السهم رقم 3)
رحلة العودة عبارة عن قفزة في الظلام ,رحلة نحو المجهول, لا تعرف إلى أين ستصل ولكن جميعنا نريد أن نقفز إلى الضفة الأخرى مع أننا لا نعرف شيئا عنها.رحلة العودة هي الرحلة الروحية لكل واحد منا .
قد نتعرض في أغلب الأحيان إلى تغييرات جسدية , فنبدأ القيام بقرارات واعية لطريقة حياتنا و أكلنا وعاداتنا وبقيامنا بهذا الشئ ننظف جسدنا. تتم هذه المرحلة بالتوافق مع عملية استبعاد و تخلص من جميع السموم في الجسد.
نبدأ عملية تنظيف كبيرة لجسدنا و بتناولنا طعام كامل و متكامل نحصل على جسد كامل و متكامل خاصة بأن دمنا يغذي كل خلية في جسدنا .
الشئ الذي يعيق التدفق الطبيعي و الحر للطاقة (على المستوى الجسدي)هي حالة تسمى (تصلب الشرايين).
يعد تصلب الشرايين من أحد المشاكل الأكثر شيوعا في وقتنا الحالي و التي لم يسلم منها حتى الأطفال.يكمن السبب في أنماط طعامنا اليومية والتي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة التي تلتصق بجدران الشرايين وفي نهاية الأمر بالجسد كله .
و بعد مرور سنوات على تناول الدهون المشبعة يصبح الجسد ملتصقا بشكل كامل مع بعضه.
يمكنك مقارنة هذا مع عملية قلي اللحم مثلا ,فبعد أن يبرد الحم في المقلاة لا يمكن رمي الدهن العالق في المقلاة في المغسلة لأنه من المعروف بأنه سيلتصق مع بعضه و سيعلق في مصرف المياه ويقوم بسدها,ولكن نحن نقوم برمي الدهون المشبعة الموجودة في (البيض و الحليب واللبن والمثلجات و الشوكولا و الجبن و الكريمة والزبدة واللحم ) في جسدنا و كأنه مكب للنفايات !!!
كلما فعلنا هذا الشئ , قمنا بسد جسدنا بكامله بشكل أكبر و بذلك يصبح جسدنا صلبا و يابسا لا حياة فيه. و كلما تعلمنا كيف نحب جسدنا الذي هو نعمة وأمانة من عند الأمين, احترمناه و تعلمنا كيف نعتني به و هذا جزء من الانسجام و التناغم الروحي بين الروح و الجسد والفكر والذي هو الثالوث المقدس ... الميزان المتوازن في كل انسان ... فالطعام الذي يغذي هذا الجسد لا يمكن استخدامه كوسيلة لتخديره و إماتته أو للاختباء وراءه لنهرب من مشاعرنا و مخاوفنا بل علينا استخدامه للمحافظة على التوازن الفطري لهذا الميزان .
تتجمع الدهون المشبعة التي تأتي من المنتجات الحيوانية في كل التجاويف الموجودة في الجسم مثل الرئتين والجيوب الأنفية و الأذنين والمبايض و البروستات و الدماغ والثديين والرحم ,...
وتسهم حياتنا الخمولة في هذه العملية و يلعب النشاط و الغذاء الصحي والمتوازن دورا هاما في عملية الشفاء الجسدي.
أي انسداد على المستوى الجسدي يحدث نوعا من الانقسام الجسدي و يبطئ وظائف الجسد و يسد الطاقة فيه أيضا.
الشفاء هو عكس الانقسام .يقوم الشفاء باستعادة الاتصال و الوصال مع جوهرنا الذي انقسمنا عنه.
الانقسام على المستوى الجسدي رقم واحد(الشكل 2).
عندما تبدأ عملية الشفاء عندنا ,فإنها تحدث على جميع المستويات و التي تتضمن :الجسد الأثيري (الشفاف)2،الجسد العاطفي (الانفعالي)3والجسد العقلي(الفكري)4و الجسد الروحي5.
الشكل 2
الشفاء العاطفي
لا يمكننا فصل جسدنا المادي عن جسدنا العاطفي(الانفعالي) إذ يحتوي كل عضو من أعضاء جسدنا على عواطف معينة و كلما تم كبتها كلما تراكمت العواطف السلبية عندنا .
عندما يكون الكبد والمرارة في حالة توازن فإنهما يحملان مشاعر الصبر و إذا اختل هذا التوازن يتحول الصبر إلى مشاعر الغضب و الغيظ و نفاذ الصبر و الانفعال الدائم.
تحمل الرئتان والأمعاء الغليظة في حالة التوازن مشاعر الحماسة والاندفاع ولكنها تتحول إلى حزن و عناد وكآبة و اكتئاب عند اختلال هذا التوازن.
يحمل القلب والأمعاء الدقيقة مشاعر الفرح في حالة التوازن و التي تتحول إلى هستيريا و قسوة القلب عند اختلال هذا التوازن.
تحمل الكليتان و المثانة والأعضاء الجنسية مشاعر الشجاعة و قوة الإرادة والتحمل في حالة التوازن والتي تتحول إلى مشاعر الخوف والتهور عندما يختل هذا التوازن.
يحمل الطحال والمعدة والبنكرياس مشاعر التعاطف والرحمة في حالة التوازن والتي تتحول إلى قلق و حساسية مفرطة و حب التملك والسخرية عندما يختل هذا التوازن.
عن طريق الشفاء و عن طريق إعادة النظر إلى مشاعرنا و السماح لها بالظهور نشفى بعمق حتى الجذور.
يؤثر جسدنا المادي والعاطفي ببعضهما البعض بشكل قوي و كبير و يتم الشفاء الحقيقي أو التغيير الحقيقي دائما على مستويات عدة,ولنقوم بالتغيير , نحن نحتاج إلى الوقت والالتزام و التطبيق.
يشتمل التغيير العاطفي العميق على مواجهة خوفنا و غضبنا و حزننا.فإذا قمنا بهذه المواجهة مع أنفسنا و مشاعرنا المتراكمة نستطيع أن نحب و نتعاطف مع أنفسنا و نلبي احتياجاتها بشكل اكبر.
عندما نغير أسلوب حياتنا ,نستطيع تلبية احتياجاتنا و نبدأ بالشعور بالامتنان للدرس الذي تعلمناه من الاختبار الذي مررنا به و سنشعر أيضا بالفرح والحب (الحب الغير مشروط أو محدود بشخص ما أو بشي ما ) .
الحب الغير مشروط لا ينبع من السيطرة أو التحكم أو الحاجة بل من القلب ... ينبوع الحب لا ينضب أبدا لأن روافده متصلة مع محيط الحب الأبدي و النور الأزلي ,مع هذا الكون الذي لا بداية له و لا نهاية.
الشفاء العاطفي هو إعادة تركيب هذه الأجزاء التي انفصلنا عنها ,لنعود كما كنافي البداية عندما جئنا إلى هذا الكون ,كينونة واحدة كاملين متكاملين متصلين بهذا الكون متوحدين معه.
جميعنا لديه جوانب مظلمة في حياته و جروح تحتاج إلى الشفاء .قد تكون هذه الجروح ناتجة عن حب السيطرة والمال أو الغيرة والاستغلال المادي أو المعنوي ولكن بإمكان جميع هذه الجروح ومهما كانت عميقة أن تشفى بنور الحب الساكن في قلب كل إنسان في هذه الأكوان.
الشكل رقم 3
عندما نكتشف الجذور الحقيقية لأنماط السلوك التي تربينا عليها والتي عادة نحملها لأجيال طويلة سيسهل علينا التحرر منها و عندها سيحدث التغيير.حتى أننا سنحرر أنفسنا من السببية (الكارما) و سنغيرها و ننظفها من غبار ماضينا و أجدادنا من أجل مستقبل مشرق لنا ولأطفالنا.
هذا هو علاجنا الروحي ... انه لحظات صمتنا و صلاتنا و تأملنا في هذا الكون الكبير و نعم الله التي لا تحصى. و سيساعدنا التأمل و التنفس في تسريع هذا العلاج الروحي.شرط أن نعرف ماذا نفعل وذلك لمعرفة السبب والنتيجة , فتتسع بصيرتنا و نعرف نتائج أفعالنا.وهذا يساعدنا في خياراتنا اليومية .
و عندما نفهم لماذا نقوم ببعض الخيارات دون بعضها الآخر , عندها سيحدث تغيير جذري في حياتنا...أنا السائل والمسؤول... دون إلقاء اللوم على أنفسنا أو على الآخرين بل بفهم عميق لقوانين الطبيعة و جسدنا المبارك الذي هو هدية من الله ...لهذا المسجد الذي تسجد فيه روحنا...التي هي من نور الله والى الله و بهذا الفهم سنتصرف و نتعرف.
الإحساس بالذنب لن يساعدنا و كل واحد منا يعرف أين مكانه في هذا العالم حتى هذه اللحظة من حياته, و كل واحد منا هو رقيب و حسيب لحياته و أفعاله و حتى أفكاره,فإذا نظر كل واحد منا إلى نفسه و حياته,سيكتشف بأنه لا يوجد صح أو خطأ بل سبب و نتيجة.
لنفهم هذا , علينا أن نصبح أكثر رفقا و رقة مع أنفسنا أولا و من بعدها مع الآخرين ونبدأ بالتسامح و التصالح لأن التسامح هو الطريق حتى نشعر بالحب النابض في قلوبنا والساكن في وجودنا.
ترجمة من قلب بيداء | |
|