التراميسو.. الحلوى الشقية
ابتكرها الحاكم بسبب حبه للأكل
«التراميسو» .. الحلوى الايطالية الاكثر شهرة («الشرق الأوسط»)
روما: سيمون نصار
في زقاق ضيق قرب مبنى البانثيون الشهير في قلب روما، يقعCaffe Tazza D’Oro وهو من أشهر مقاهي روما. أما لماذا يرتاده الناس فالسبب أن هذا المقهى يمتاز عن غيره من المقاهي بشهرته في تحضير القهوة الايطالية رائعة المذاق، فقد أسس بعيد الحرب العالمية الثانية في عام 1946 وهو يتبع واحدة من أكبر الشركات الإيطالية في تصنيع القهوة، كما أنه يملك ثلاثة عشر فرعاً في جميع القارات. وكغيره من الأماكن السياحية الشهيرة في قلب العاصمة، لا بد للسائح في روما من زيارته وتذوق أفضل فنجان قهوة إسبرسو إيطالية، إضافة الى القهوة المثلجة المغطاة بطبقة من الكريما الشهية. كما أنه مقصد الكثيرين بسبب تحضيره للحلوى الإيطالية الأشهر في العالم التراميسو tiramisu. التي لا بد لزائر أي مكان في إيطاليا أن يتذوقها، حيث لا يمكن اكتشاف مذاقها إلا في بلدها الأصلي ومن تحضير مخترعيها. ما هي قصة التراميسو، كيف تم ابتكاره، وفي أي قرن ولماذا وفي أي مدينة؟!. وكما كل شيء، فإن لهذه الحلوى قصة تحتوي على الكثير من الطرافة التي عادة ما تروى في كتب التاريخ والموسوعات. تقول الأسطورة ان حاكم مقاطعة توسكانا الأكبر كوسيمو دي ميديتشي الثالث، زار مدينة سيينا siena الواقعة في وسط إقليم توسكانا الشهير في إيطاليا في أواخر القرن السابع عشر. وهو كان من محبي الترف والأناقة، لكنه كان يجمع الى ذلك عددا من الخصال غير المحببة بين العامة من الناس الذين ينظرون الى الأسر المخملية على أنها مكتفية من الحياة بسبب الملك والثراء. فهذا الحاكم كان جشعاً في ما يتعلق بالطعام، وكان دائم الجوع شديد النزق لتناول كافة الأطعمة التي تعرض عليه. وكان في تلك الأثناء قادماً لحضور محاكمة تجري في المدينة، ويقال إنها كانت المحاكمة الأشهر فيها، إذ حضرها إضافة الى الدوق عدد كبير من أهم الفلاسفة والمثقفين في ذلك الزمان من مختلف مناطق إيطاليا. ودون ذكر ماهية تلك المحاكمة، وما كان فحواها بالتحديد، فإن أحد طهاة المدينة قرر أن يبتكر طبقاً من الحلوى لجذب انتباهه الى المدينة والاهتمام بها. وما لبث الطبق الذي سمي (حساء دو دو) أن لاقى شهرة في مقاطعات أخرى أهمها البندقية وتريفيزو، وبدأ بالانتقال الى الدوقيات الأخرى مع نجاح باهر. ورغم أن الصانع لم يزل مجهولاً لغاية اليوم. إلا أن الطبق الحلو اللذيذ الذي يجمع بين مجموعة من المكونات التي لا يتخيل المرء قدرتها على التجانس أصبح طبق الحلوى الأشهر في إيطاليا واستمر بالتطور الى أن وصل الى الحالة المعروف بها اليوم. ذكر الحاكم ولم يذكر المبتكر، وهذا الأمر لا ينطبق على صانع التراميسو وحده. توجد أطباق عديدة وكذلك أمور مهمة كثيرة لم يذكر مبتكرها. ينسحب الأمر نفسه على عدد هائل من التحف الفنية التي تجوب العالم. فمن يخبرنا مثلاً من هو صانع بعض أهم التماثيل الأفريقية المنحوتة، إما من الخشب أو من العاج؟! لا أحد طبعاً. غير أن الصانع كان يختفي لصالح الأسطورة يختفي لخدمة الهدف الذي يتجاوزه من وراء الصناعة والابتكار. غاب الصانع وبقيت الأسطورة وفوق هذا بقيت المدينة والمقاطعة والدولة. حالة الفخر الوحيدة لذلك الصانع المجهول أن طبقه دخل الى كل أفواه العالم دون تأشيرة دخول. دون حتى أن يسافر هو نفسه الى العالم. فقط ترك الذوق والرهافة وقوة الإحساس في مزج المكونات. الى تركه قصة حاكم كان يعشق الأطعمة. وترك لكل عشاق طبقه أمنية زيارة بلده والاستمتاع برهافة ذوقه وقدرته على الابتكار. * طبق من التراميسو لثمانية أشخاص: * المكونات:
- ثلاث بيضات.
- 100 غرام سكر خام أو بني اللون. - ملعقة صغيرة من الفانيليا.
- 250 غراما من الجبن الخام mascarpone.
- 24 من أصابع البسكويت المعروفة باسم savoiardi.
- نصف لتر من القهوة غير المحلاة. - 30 غراما من بودرة الكاكاو.
* التحضير:
* يفصل بياض البيض عن صفاره ويمزج الصفار مع الفانيليا والسكر جيدا وبعدها يضاف الماسكربون ويخلط جيدا بماكينة حتى يتحول لونه الى البلونسال أو الثلج الصديء. يخلط بياض البيض ويضاف الى الكمية ويخلط لدرجة الامتزاج الكامل بعدها تجلب القهوة وتغطس أصابع البسكويت بها لأقل من ثانية حتى لا تتشرب الكثير من القهوة، إذ ان المطلوب هو النكهة فقط وتصف مباشرة في أسفل الطبق (الوعاء) الزجاجي. بعد الانتهاء من وضع البسكويت يضاف المزيج السابق ويتم تمديده على قدح البسكويت حتى يغطيها بالكامل وبعدها يرش على السطح بودرة الكاكاو وتترك في الثلاجة لحوالي أربع ساعات حتى تبرد أو أكثر.